القراءة ودورها فى تنمية الشخصية الابداعية والفكرية والأخلاقية

سحر عبد المنعم

عضو متواصل



بقلم /د. ميساء محروس احمد

أستاذ علم المكتبات والمعلومات المساعد بكلية الآداب - جامعة الاسكندرية

exam-eg.com_1392436963361.jpg


تعد القراءة من المهارات الأساسية التى تركز عليها النظم الحديثة ؛ فهي تمكن المتعلمين من الحصول على المعرفة واكتساب المهارات الأخرى ، كما تسهم في صنع الفرد وتدعم ثقته بنفسه وتساعد على تنمية لغته .


كما أن للقراءة أهمية على المستوى الفردي والمجتمعي حيث تستخدم كوسيلة علاج فعال تحت إشراف الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي حيث يطلق عليها العلاج بالقراءة أو الببيليوثيرابياولذلك تعتبر القراءة من أهم المعايير التي تقاس بها المجتمعات تقدما أو تخلفا،فالمجتمع القارئ هو المجتمع المتقدم الذي ينتج الثقافة والمعرفة،ويطورها بما يخدم تقدمه وتقدم الإنسانية جمعاء،انه المجتمع الذي ينتج الكتاب ويستهلكه قراءة ودرساكما انها تروض الفكر على سلامة الفهم والمراجعة والتمحيص ، وتنمي القدرة على النقد وإصدار الحكم .

كما تسهم القراءة في تكوين الشخصية النامية المبدعة المبتكرة ،و تشكيل الفكر الناقد للفرد وتنمية ميوله واهتماماته.


وتعتبر القراءة من أهم وسائل استثارة قدرات المتعلم وإثراء خبراته وزيادة معلوماته ومعارفه وتمكينه من تحصيل المواد الدراسية جميعها .



exam-eg.com_1392436963362.jpg


و تعد العامل الأهم في تشكيل عقل المتعلم ، وتُكسبه القدرة على الفهم والتعبير ، وتنمي اتجاهات الأفراد الفكرية لخدمة المجتمع وتنميته . فهى تعتبر قاعدة لكل علم ومفتاح يفتح للقارئ ممتلكات الفكر الغنية.

إن للقراءة أهمية في حياة الفرد والمجتمع ، فهي تزود الأفراد بالخبرات وتنمي مداركهم وتهيئهم لخدمة المجتمع وتدفعهم ليكونوا روادا في مجتمعهم ؛فهى بلا شك العملية الأساسية في فهم التراث الثقافي والوطني ، والاتصال بتراث الآخرين ، ووسيلة للاتصال بباقي العلوم ، وعن طريقها يشبع الفرد حاجاته ،وينمي قدراته ويوسِّع آفاقه .

exam-eg.com_1392436963373.jpg



و لكن من يتأمل واقع المجتمعات العربية ومن يتابع الدراسات والتقارير التي اجريت في السنوات الماضية عن واقع القراءة وتأثيراتها يدرك التراجع الذي تشهده القراءة بشكل رهيب في كافة البلدان العربية يضاف إليه قلة عدد المكتبات وتضاؤل أعداد دور النشر .
هذه مؤشرات خطيرة على الإهمال الذي تناله القراءة في زماننا من ابناء أمة أقرأ التي هي أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي المقابل نجد الاهتمام الكبير بالقراءة بشتى انواعها في المجتمعات الغربية وتشجيع الفرد على اقتناء الكتب والمجلات المختلفة وهذا الاهتمام تجده عند الفرد الغربي في صورمتعددة منها استغلاله لوقته في تصفح كتاب أو مجلة في كل الأماكن التي فيها انتظار : عند الطبيب وفي الطوابيرالمختلفة ، وحتى في حالات السفر أو التنقل داخل المدينة بالمواصلات العامة ؛ بل وأيضاً في أوقات الراحة والاسترخاء في الحدائق وعلى الشواطىء وغير ذلك .
أما هذا الخمول والإهمال الذي يتصف به الكثير من الناس في العالم العربي تجاه القراءة يهدد الامة بحدوث عواقب خطيرة في المستقبل كفقدان الهوية وضياع الموروث التاريخي الاصيل وضمور الأمة عن إنتاج المعرفة والوصول الى القدرات العالية في التصنيع والإنتاج وإيجاد الأعلام الفاعلين في شتى مجالات الحياة.
من هذا المنطلق فإن غرس بذور التجديد والإصلاح وتعويض ما فات يتم من خلال بناء الشباب العربي بناء سليما وذلك بتعليمهم مهارات وأساليب القراءة الحديثة والسعي نحو نشر المكتبات وإعطاء المثقف العربي مساحة اكبر والتركيز على دور الوالدين في توثيق الصلة بين الطفل والقراءة منذ نشأته، كما إن هذه الانطلاقة تتطلب استراتيجية شاملة تتعاضد فيها أدوار جهات متعددة هي الأسرة والمدرسة والإعلام والمراكز الثقافية والجهات الحكومية.‏
وهناك العديد من الدراسات عن أهمية القراءة واستراتيجيتها السليمة ، والتى نستخلص منها الإرشادات الآتية :
1- اسأل نفسك : لماذا أقرأ ؟وما هي غايتي من القراءة ؟
إن المسلم ينبغي أن يكون ذا دوافعٍ لقراءته؛ فلا يقرأ هكذا خبطَ عشواء، وإنما يقرأ لأنه يبغي بالعلمِ رضا الله تعالى والجنة، يريدُ بقراءته أن يرفع الجهلَ عن نفسهِ ليعرف كيفَ يعبد ربه، كما أنه يريدُ عمارة الأرضِ، ونفع البشرية، وخدمة الإنسانية؛ ولا يكونُ هذا إلا للمؤمن!

2- ابدأ بما تحب:
إذا أردت أن تعود نفسك على القراة فابدأ دائماً بما تحب ..اقرأ في مجالِ عملك، اقرأ عن الشخصية المحببة لك، رياضتك المفضلة، تاريخ الحروب، كيفية اختراع شئ ما، صحف ومجلات، مذكرات ... إلخ !! بهذه الطريقة ستتعود بالممارسة على القراءة، وستنفقُ الكثير من وقتك فيها حتى تصبحَ جزءاً أساسياً من حياتك.

3- ضع خطة للقراءة:
من أكثر وسائل محبة القراءة أن يشعر الإنسان بإستفادة تعودُ عليه من وراءِ قراءته .. لذا ضع خطةً منهجية لقراتك؛ ماذا تنوي أن تقرأ في هذا الشهر !؟ وكم كتاباً تنوي قراءته!؟ وما هي الموضوعات التي ستركز عليها !؟ بإمكانك أن تقف مع نفسك شهرياً أو سنوياً لتقيم خطتك في القراءة، وتنظر هل تحقق لك ما تريد أم لا، ثم بإمكانك أن تعدل هذه الخطة أو الجدول الذي تسيرُ عليه، واحبذُ أن تجعلَ جدولك شهرياً حتى تشعر دائماً بالتجديد وتتجنبَ الشعور بالملل.

4- ابحث أولاً قبل أن تسأل:
لماذا نسارع دائماً إلى السؤال عن كلِ ما نجهله ولا نكلف أنفسنا عناء البحثِ ولو لدقائق !؟ إذا أردت أن تحب القراءة وأن تجعل نفسكَ دائم الإرتباط بها، فعليك دائماً أن تبحث قبل أن تسأل، فإذا علقَ في ذهنك شيئ فبادر إلى الكتابِ لتفتش في طياته عما تجهله، فذلك سيعودكَ حبَ القراءة.

5- حدد الوقت والمكان المناسبين:
حاول دائماً ألا تجعل القراءة عملاً يقتصرُ على أوقاتِ الفراغ، وإنما حدد دائماً ساعة أو ساعيتن يومياً - أو حتى نصف ساعة - على حسبِ مقدرتك واجعلها ثابتة للقراءة لا تتغير ولا تتبدل .. اجعلها جزءً أساسياً من برنامجك اليومي ..! وأضف إليها تخصيصك لمكانٍ مناسبٍ هادئٍ يبعثك على النشاط وعلى الإستمتاع بما تقرأ، وحبذا لو أضفت لذلك شيئاً من قبيلِ التسلية - إن كنتَ من هواتها - ككوب شايٍ أو فنجانٍ قهوة.

6- التدرجُ مطلوب:
عليك بالوسطيةِ دائماً؛ وعليهِ فالتزم مبدأ التدرج في القراءة .. فلا تأخذك الحماسةُ بعدَ قراءةَ هذه السطور إلى أن تبدأ بالمطولاتِ من الكتب والموسوعات، ولكن سددْ وقارب وأوغلْ برفق؛ فإن بحر القراءة لا ساحل له .. ابدأ دائماً بالأيسر فالأيسر، ثم انتقل إلى ما بعده، والتوفيقُ من الله.

7- كنْ جاداً:
فالقراءة ليست حلوى نستمتعُ بها حيناً ونتركها حيناً آخر .. وإنما القراءة هي التي تصنعُ الفرق دائماً، لا يُتصورُ أن تحملَ أول آيات القرآن الكريم أمراً بهواية ! القراءة ليست هواية فقط ، وإنما هي واجبُ أساسي عليك، فخذْ الأمرَ بجد!

8- نظم معلوماتك:
النفس البشرية دائماً تحبُ النظام، وتمقتُ الفوضى .. لذا حاول أن تنظم معلوماتك واستفادتك من الكتبِ والصحف والدوريات عبر تسجيلها في دفترٍ خاصٍ، وقمْ بعد ذلك بتنسيقها بطريقتك الخاصة إن أحببت؛ فيما بعد ستشعرُ بقيمةِ القراءة حينما تقلبُ أوراق دفترك لتقرأ معلومات وفوائد قد حصلتها من كتابٍ قرأتهَ قبل سنواتٍ طويلة.

9- انقل ما تقرأ إلى غيرك:
ستشعرُ حينما تنقلُ ما قرأته وتعلمتهُ إلى غيرك بقيمة القراءة وفائدتها .. وستشعرُ أيضاً أنكَ تؤدي رسالة سامية عند نقل العلم.

10- كوِّن مكتبة متنوعة في بيتك:
سيعينك هذا الأمر كثيراً على حبِ القراءةِ أولاً، وعلى كل ما تقدمَ ذكرهُ من إستفادةٍ وبحثٍ وغيرها ثانياً.

exam-eg.com_1392436963374.jpg



كما أن وجود مكتبة في البيت هو عنصرُ رئيس لابد من وجوده لتشكيل الخطوط العريضة التي يسيرُ عليها أهل البيت في حياتهم، كما أن من المفيدِ أن ينشأ الأطفال في ظلٍ مكتبةٍ تساهمُ في تكوينِ شخصياتهم وتنمية مهاراتهم منذُ الصغر.


المصادر:
1- عبد الله صالح حامد (2001)."القراءة وعلاقتها بالتنمية الفكرية والابداع".ـ إقرأ :حولية الكتب والمكتبات والمعلومات في دولة الامارات،ع4 .
2- مبروكة عمر محيريق (2002). "مكتبة الطفل العربي والألفية الثالثة".ـ المجلة العربية للأرشيف والتوثيق والمعلومات ، س6،ع11-12.
3-حنان الصادق بيزان (2002) ." التعليم المستمر وتحديث المعلومات: واقع وطموح" .ـ مجلة العلوم الاجتماعية والانسانية، ع8.
4- وليد بن محمد الشقحاء (2005)." القارئ الصغير ماذا قدمنا له ؟!" .ـ قضية العدد .ـ مجلة المعلوماتية ،ع12 .


 



ربما تبحث أيضا عن : المنتدى
alostaz عربى ثالثة اعدادى ترم ثانى
رنا محمد عربى اولى اعدادى ترم اول
bianca_stephan لغة عربية تانية ابتدائى ترم اول
E G Y P T عربى ثالثة اعدادى ترم اول
رنا محمد عربى اولى ثانوى ترم اول
alostaz مرحلة الحضانة - رياض الاطفال
alostaz لغة عربية تانية ابتدائى ترم اول
alostaz اللغة العربية للصف الثالث الثانوى
alostaz اللغة العربية للصف الثالث الثانوى
أ عربى اولى اعدادى ترم اول
Mai Fadeel عربى ثالثة اعدادى ترم ثانى
Mai Fadeel عربى اولى اعدادى ترم ثانى
Mai Fadeel عربى تانية اعدادى ترم ثانى
أ عربى اولى ثانوى ترم ثانى
alostaz عربى ثالثة اعدادى ترم اول

ربما تبحث أيضا عن :