م
مي حسنى مبارك العربي
غير مسجل
الحريّة لفظة عامة مُختلف عليها من حيث التعريف والمضمون، فكل مجتمع يعرفها ويحجّم نطاقها بناءً على ثقافته وعاداته، إلا أنّ مفهوم الحرية يشير وبشكل عام لدى أهل الاصطلاح إلى تلك القيمة الضامنة لحصول الإنسان على كافة حقوقه المُقرّة دون خرق، أو وجود عائق ينتهك أياً منها، هذه القيمة هي هدف إنسانيّ يناضل لأجله بنو البشر، ويسعون لتحقيقه قدر ما استطاعوا.[١] أنواع الحريّات تُصنّف الحريات إلى نوعين رئيسين، هما: الحريات الشخصية والحريات الفكرية، وتُبين النقاط الآتية ماهية هذه الحريّات وفروعها:[٢] الحريّات الشخصيّة: تأتي الحرية الشخصية في مقدّمة الحريات، فدونها تسقط الحريات الأخرى وتفقد معناها، وتُصنّف إلى حرية التنقل، وحرية الأمن الشخصيّ التي تُحرّم سجن أحدهم إلا بما شرّعه القانون، بالإضافة إلى حرية حماية الحياة الخاصة التي تصون حرمة المسكن من أيّ انتهاك غير مبرر قانونياً، وأخيراً سريّة المراسلات، وذلك للحفاظ على خصوصية الفرد وضمان عدم اختراق المعلومات التي يتداولها في اتصالاته الخاصة. الحرية الفكرية: وهي حق الإنسان في ممارسة مظاهر التوجه الفكري الذي يتبنّاه والتعبير عنه، ومنها: حرية اعتناق الدين، أو اتباع المذهب، بالإضافة إلى تلك الحريات التي تكفل حصوله على التعليم بصورة تتساوى فيها الفرص بين الجميع، وحرية الصحافة المعبرة والتي تعبّر عن الحق في الإفصاح عن الرأي من خلال الجرائد، وتعتبر هذه الحريات جزءاً من مفهوم حرية الرأي. خصائص الحريّة تنفرد الحرية بمجموعة من الخصائص التي تميّزها، ومن هذه الخصائص ما يأتي:[٣] النسبية: تنعدم الحرية المطلقة في مجتمع يسوده القانون والنظام، حيث يترتب على الحرية غير المقيدة بأي ضابط حدوث تعارض بين مصالح البشر. الأصالة والقدم: يولد الإنسان حراً، ويبقى كذلك ما دام على قيد الحياة، بغض النظر عن مكان سكنه أو الزمن الذي عاش فيه. التنظيم: وضع الدستور لإيجاد توازن حقيقيّ بين المصلحة العامة وحرية الأفراد، فالحرية منظمة ومحددة النطاق وفقاً للقوانين الموضوعة. التكامل: تتميز الحريات بالترابط والتكامل، فلا تحقيق لواحدة دون وجود الأخرى، فعلى سبيل المثال، تتطلب ممارسة الحريات السياسية تمتع المواطن بحرية التعليم.
